عالم السياسة والثقافة الإخباري .. أنس ملك
ذهب التوقيت ولكن القادم أعظم
أطلقت هذا العنوان على قضية التوقيت التي تربعت على العرش في المجتمع الأردني ، وسبب تربعها على العرش أن حالة من البؤس والقهر والعذاب والاكتئاب والشرود تخيم على أبناء هذا الشعب الذي تحمل ما لم يتحمله أي شعب آخر إزاء سياسات حكومية لا منطقية ولا عقلانية من رفع للاسعار وتضيق كبير على حياة المواطنين ،حتى اصبحنا نفضل الموت على هذه الحياة المليئة بالعذاب وننتظره بفارغ الصبر ، ولكن رغم ذلك قبلنا بهذه السياسات اللاممنهجة ورضينا بما قسمته هذه الحكومات لنا ، وبسبب ذلك أقرت الحكومة الحا لية المتمثلة برئيسها عبد الله النسور إبقاء التوقيت الصيفي طيلت أيام السنة ، والذي نجم عنه استياء شعبي بكامل فئاته صغارا كبارا شبانا شيوخا ، واصبحت هذه القضية تلوكها الألسن والأفواه ، وسادت المجتمع حالة من الإلتواء الفكري والضياع النفسي بسبب هذا القرار الظالم والمؤلم ، الذي نجم عنه قتل الطالبة ( نور العوضات ) من قبل وحوش المجتمع ، الذي سهل لهم بهذا التوقيت أن يقوموا بمثل هذه الجرائم ، كما ولو أن هذا التوقيت منزل من وحي من السماء ، أو ربما دين للناس ولا جدال فيه ولا اعتراض عليه ، وفي نهاية المطاف وبعد أن انبرت الألسن ، وامتلئت السماء من صرخات ومطالب الشعب بالعودة للتوقيت الشتوي ،حصلت المعجزة وصدر القرار بالعودة للتوقيت ، ولكن أبشركم بأنه ستكون هناك ضريبة قاصية سيتلذذ بها الشعب وما هو اعظم من التوقيت ستكتسح آمالنا وسنتمنى أن يعود التوقيت أو سنتمنى الموت بسبب القرارات الصادمة التي ستخيم علينا في المسقبل القريب ، وأنا في هذا التوقع لست متشائما ولكن هذه حقيقة وسنجني ثمارها التي ستكتم على أنفاسنا في القريب العاجل ، فلن نضحك كثيرا سرعان ما يزول الستار وينكشف ما خلف الكواليس من قرارات أسوء ستنخر عقولنا نخرا.
أنس ملك 14.3.2013