عالم السياسة والثقافة الإخباري .. أحمد أبو قدوم
وأما بنعمة الأمن والأمان فحدث !!!
على مذهب الشيخين المبجلين سايكس وبيكو ، يعتبر أمن النظام في هذا البلد أو ذاك هو نعمة من الله ، وأما عدم الشعور بالأمن من قبل الناس نتيجة السرقات والسطو المسلح وغير المسلح ، وعدم شعور الإنسان البسيط بأدنى درجات العدل نتيجة التغول من قبل الفاسدين ومن هم في فلكهم ، مثل عدم إتاحة الفرصة للمؤهل من البسطاء بالحصول على مركز إدارة وإعطائه لابن فاسد أو من المحاسيب رغم أنّه تسلق في أخذ شهادته وامتيازاته على حساب من يستحق من الفقراء ، وعدم قبول فلان في الجيش أو الأمن أو التلفزيون أو غيره ، وقصرها على فئات معينة ، فهذه ليست من الفساد....بل تعتبر من نعمة الأمن والأمان ايضا ..
واليكم المثال التالي :
- ابن فقير حصل على معدل عال في التوجيهي لنقل 98% أدبي
- ابن مقرب من النظام حصل على معدل 52% أدبي
- الفقير درس نتيجة تأهله لذلك إدارة أعمال على نفقته الخاصة
- والأخر درس إدارة أعمال في جامعة خارجية ومبتعث على حساب الشعب، لعدم قبوله تنافسيا في الداخل في أي تخصص
- عند إنهائهم الدراسة تم تعيين ابن المقرب فورا موظفا في إحدى الدوائر الحكومية
- ابن الفقير مكث عشر سنين يبحث عن عمل بلا فائدة
- بعد عشر سنين يتم توظيف ابن الفقير في إحدى الدوائر مع خريج جديد لمقرب آخر بنفس مواصفات ابن المقرب القديم
- خلال أربع سنوات من العمل يصبح ابن المقرب الجديد مديرا لإحدى المناطق ، ويمتلك أربع عمارات تحتوي شقق سكنية ومحلات تجارية في مواقع حيوية ، وتزوج في أرقى الفنادق ، وسافر لقضاء شهر العسل إلى كل أصقاع العالم ، مع أنّ المفروض أن راتبه لا يتجاوز راتب الفقير ، وينظر الناس إلى هذا ويقولون ما شاء الله والله فلان دبر حاله مش مثل "الهامل" الذي ضيع نفسه وصار له عشرين سنة لم يبن بيتا ولم يتزوج
- عودة على ابن المقرب القديم ، فقد أصبح نائبا لرئيس الحكومة أو على الأقل وزيرا بلا وزارة .
هذه نعمة الأمن والأمان التي يريدون لها أن تبقى ، ولو تعرضت مصالح الفاسدين للخطر فسيعملون سيوفهم في الشعب أكثر من بشار .
ويأتي شيوخ مذهب سايكس وبيكو ويقولون على المنابر: انظروا إلى ما حولكم واحمدوا الله على نعمة الأمن والأمان .
وينسى هؤلاء أن صاحب السيارة المسروقة لا يستطيع أن يتقدم بشكوى لأي جهة لأنهم لا يعيرونه انتباها ، ويتفاوض على استردادها من قبل اللصوص الذين يسرحون ويمرحون بدون رقيب أو حسيب .
..............
وأخيرا أقول:
رتعت فرتعوا ولو عففت لعفوا .
بقلم : أحمد أبو قدوم