عالم السياسة الإخباري .. الشاعر سعيد يعقوب
رثاء صدام حسين
شعر : سعيد يعقوب
بنى ما شاء من شرف وشادا
ونال من الشّهادة ما أرادا
قضى حرّا أبيّ النفس سيفا
يشقّ بعزمه الصمّ الصّلادا
وأبقى في فم الدنيا عبيرا
به ملأ الأباطح والنّجادا
سيبقى للأباة الصّيد رمزا
وللأحرار في الدنيا عمادا
وللثوّار في سود الليالي
منارا يكشف الكرب الشّدادا
وللتاريخ سفرا حين يتلى
يضيء بنور عزّته المدادا
وللأمجاد شعرا حين يروى
تهزّ حروف منشده الجمادا
**************
فداؤك مهجتي لو كنت تفدى
ومثلك بالذي يغلو يفادى
قضيت العمر تضحية وبذلا
وأنفقت الحياة به جهادا
ولم تسلم إلى الشّهوات نفسا
أبت ليد من المتع انقيادا
كذاك النّفس إن جلّت تسامت
ولم تطلب من الدنيا ازديادا
وراحت في سبيل المجد تسعى
وتقضي العمر جدّا واجتهادا
صنائعك الجليلة ليس تحصى
ويعيا من أراد لها عدادا
وينفد عمره من غير جدوى
ولا يلقى لها أبدا نفادا
فنار الفرس حين طغت وشبّت
ألم يجعل مواقدها رمادا
ودكّ حصون اسرائيل دكّا
وبين جفونهم نثر السّهادا
ومن أعطى وقدّم للضحايا
وللشّهداء ما أغنى وزادا
وقد وحدتنا حيّا وإنّـــــــا
وراءك سوف نزداد اتحادا
وكم من موقف لك ليس يخفى
شفيت به من الغلل الفؤادا
فكنت النهر كم أروى ظماء
وكنت البدر كم جلّى سوادا
****************
أيا أرجوحة الأبطال مرحى
بك الأبطال قد بلغوا المرادا
فقل للجاحدين كفى غباء
وقل للمارقين كفى عنادا
فإنّ الشمس لا تخفى بكفّ
وتزداد ائتلاقا واتّقادا
فلا تك مثل إمّعة جبان
يقول القول مكرورا معادا
وكن إمّا صديقا أو عدوّا
وكن إمّا بياضا أو سوادا
ولكن لاتكن مـــــن غير رأي
ولا تقبل لموقفك الحيادا
فخصمك إن رآك صدقت قولا
وفعلا قال عنك : نعم أجادا
*******************
أيا نخل العراق ازدد شموخا
وجز بشموخك السّبع الشّدادا
بفجر العيد جُسِّدَتِ المعاني
فكنت فدى ومعنى مستعادا
كشفت لنا حقيقة من نعـــادي
ومن منّا جدير أن يعادى
فكان العيد مأتم كلّ حرّ
عليك به ارتدى الكون الحدادا
لئن غالوك يا صدام غدرا
فإنّ الأسد يمكن أن تصادا
ولكن وهي في القضبان تبقى
مزمجرة شموخا واعتدادا
مشى للموت واثقة خطاه
وهل يخشاه من صحّ اعتقادا
فحبلك لم يكن إلا وساما
أمدّك رفعة وعلا وزادا
وإكليلا من الغار اعترافا
بفضلك قد لقيت به العبادا
كأنّ الحبل إلف ضمّ إلفا
وقد يئسا افتراقا وابتعادا
فقل للشامتين به رويدا
أشاهدتم بما كان انتقادا
علاكم وهو حيّ وهو ميت
وما كنتم له الا مهادا
كفاه بأنّه ما ذلّ يوما
ولا رضي الخضوع والانقيادا
**********************
أبا الشهداء معذرة فإنّي
فقدت بفقدك الغرر الجيادا
إذا حاولت نطقا لم يطعني
بيان إن جرى هزّ الجمادا
فإنّك قلت شعرا لم يقله
سواك ولن يقال ولن يعادا
****************************
30/12/2006