عالم السياسة الإخباري .. الشاعرة آية أسامة وهبي
إلى هجَّاء المدن 3
اعتذار
يـا صـاحـبَ الـفـضـلِ فيْ عـلـميْ وأشـعـاريْ
إنِّـيْ أسـوقُ إلـيـكَ الـيـومَ أعــذاريْ
إنِّـيْ وزنـتُ لأهـلِ الـفـضـلِ فـضـلـهـمُ
لـم يـبـلـغِ الـفـضـلُ مـنـهـم قـدرَ مـعـشـارِ..
مـمَّـا وهـبـتَ فـلا أنـفـكُّ أذكـره
حـتَّـىْ أوسَّـدَ فـيْ طـيـنٍ وأحـجـارِ
ولـسـتُ أنـسـىْ جـمـيـلاً أنـتَ صـانـعه
حـتَّـىْ يـصـيـرَ بـيـاضُ الـصُّـبـحِ كـالـقـارِ
أضـحـتْ بـذكـركَ أشـعـاريْ مـنـمَّـقـةً
بـهـيَّـةَ الـحـسـنِ تـجـلـوْ ظـلـمَ إبـصـاريْ
وازَّيَّـنـتْ واسـتـمـدَّتْ مـنـكَ زخـرفـها
وأصـبـحـتْ ذاتَ ذكـرٍ دونَ أشـعـاريْ
إنْ قـلـتُ خـيـراً فـأنـتَ الـخـيـرُ جـامـعُـهُ
أو قـلـتُ سـوءاً فـعـنْ جـهـلـيْ وإنـكـاريْ!!
أرىْ الـبـشـاشـةَ فـيْ عـيـنـيـكَ واضـحـةً
تُـخـفـيْ مـلامـحـها فـيْ ثـوبِ جـبَّــارِ
حـتَّـىْ يـهـابـكَ مـنْ تَـذويْ الـرِّجـالُ لـه
ويـومُ لـقـيـاكَ يـحـكـيْ يـومَ ذيْ قــارِ
أدامـكَ الله فـيْ عـزٍّ وفـيْ رغَــدٍ
مـنَ الـحـيـاةِ بــلا ضـيـقٍ وإقـتـارِ
ولا أذاقـكَ مـكـروهـاً تـسـاءُ بــه
ولا أصـابـكَ فـيْ الـدُّنـيـا بـأكـدارِ
لأنـتَ أعـظـمُ مـمَّـا قـدْ تـجـودُ بـه
فـيْ مـدحـكَ الـيـومَ أقـوالـيْ وأشـعـاريْ
أذكـيـتَ أرواحـنـا بـالـعـلـمِ تـنـشـره
بـيـنَ الأنـامِ وقـدْ أعـطـاكَـهُ الـبـاريْ
فـحـسْـبُ كـلـيَّـةِ الآدابِ أنَّ بـهــا
ربَّ الـعَـروضِ ونـورَ الـحـكـمـةِ الـسَّـاريْ
لا أنـطـقَ الله صـوتـيْ إنْ أسـأتُ لـكـمْ
ولا أدام عـلـيَّ الأمـنَ فـيْ داريْ
إنْ كـانَ حـقِّـيَ أنْ ألـقـىْ مـعـاتـبـةً
فـحـقُّـكَ الـعـفـوُ فـاقـبـلْ فـيـضَ أعـذاريْ
آية وهبي
2004