عالم السياسة الإخباري .. سماهر السيايده
مجلس النواب في ذمة الله !!
بمزيد من الحزن والأسى ينعى الشعب الأردني المجلس السابع عشر , الذي انتقل إلى رحمته تعالى بعد عراك طويل مع المرض والوهن , هذا ويُذكر أن المجلس قد أدخل غرفة العناية المركزة منذ فترة من الزمن , حيث كان يعاني من تشنجات خطيرة في بعض القرارات مثل قرار رفع أسعار الكهرباء , وارتفاع في أنزيمات أسعار المشتقات النفطية , مما أدى إلى موته سريريا ً , ومما زاد ألم المواطن بأن المجلس يضم بين ثناياه مجموعة من الأطفال , الذين لم يفرحوا بعد بتخرجهم من دورة الرماية في الأسلحة , لكن قضاء الله وقدره أراد لهذا المجلس أن يموت قبل أن يُولد , وبعد أن تم عرض الجثة على الطبيب الشرعي وتشريحها تبين أن المواطن هو السبب الرئيسي وراء ذلك .
فالمواطن هو الذي أنجب ذلك المجلس المريض , وأوصله إلى قبة البرلمان , وهو بذلك المتهم الأول والأخير , وحينما تم استجواب المواطن تبين أن النعرات العشائرية , والعصبية القبلية كانت وراء ذلك , فاسم العشيرة كان أهم من مصلحة الوطن والمواطن , اختاروا أشخاص لايعرفون قيمة مجلس النواب ,ولا قيمة الكلمة والموقف والرجولة , أشخاص اختاروا السيادة والوضع الاجتماعي, وتمثيل مجموعة من الأشخاص , وتناسوا أن الوطن لا يعلوا عليه شيء إلا حُب الله , اشتروا بأموالهم ذمم الناس , استغلوا حاجتهم وأنفسهم الذميمة فوصلوا إلى قبة البرلمان , وهم لا يفقهون معنى ذاك المكان المقدس بوطنيته , وأشد ما آلمني ما حدث بالأمس تحت مكان يُحدد به مصير الأمة , ليتحول إلى ساحة حرب وقتال , ومكان للبلطجة , من أشخاص كان الأولىَ بهم أن يكونوا قدوةً للشعب , وأن يكونوا مؤتمنين على أرواحهم .
لا أدري كيف وقف هؤلاء الأشخاص ليناقشوا العنف الجامعي في جامعاتنا , وهم يحملون روح القتل والإنتقام , وكيف لنا أن نقدم هولاء لأبناءنا وأجيال المستقبل ؟
عزيزي المواطن
أنت وحدك المسؤول عن هؤلاء الأشخاص , فلماذا أنجبت انتخاباتنا أشخاصا عقيمين ؟ ولماذا بعنا المبادئ والقيم ؟ وهل يستحق منا الوطن أن نقدم له مثل هؤلاء الأشخاص ؟ أسئلة أنجبتها تجارب المجالس السابقة , ولم يستطع المواطن الإجابة عليها فبقيت عقيمة , وأنجبت نواب الأسلحة , والأحذية المتطايرة , وشتاء تموز .
حمى الله الوطن وسيد الوطن , وحمى الله تلك النخبة القليلة التي استحقت أن تكون في مجلسنا , وأتمنى على نوابنا عدم مشاهدة أفلام الآكشن وتطبيقها داخل مجلسنا ليس خوفاً عليهم , بل خوفاً على وطن يبكي بصمت على أبناءه.
سماهر السيايده