في القرن السادس عشر أصبحت اسبانيا أكبر قوه كاثوليكية في العالم آنذاك، وكانت موضع حسد من العالم البروتستنتى في الشمال، وكانت إسبانيا نموذجًا لدولة دينية سلطويه، فتتحكم وتعين الكنيسه فيها الملوك والأباطره الذين يحكمون بحاكميه تسمى ظل الله في الأرض أو قانون الحق الإلهى، وللقضاء على ما سموه وقتها بالفساد واستهدفت من تم اجبارهم على اعتناق المسيحية من المسلمين واليهود [4] ثم استهدفت المعتقدات المسيحية الأخرى وخاصة البروتستانتية وظهرت كلمة الهرطقه، وهي وصف لمن اختلف معهم في الشرح المحدد للنص الإنجيلى من قبل الملتزمين في الكنيسه الكاثوليكية.

وكان توماس توركوما دا، وهو رجل دين منتسب للمسيحيه يرأس هيئة التفتيش للبحث عن هؤلاء الهراطقه، فيقوم بوعظهم وتعذيبهم وقتلهم إن لم يعودوا إلى كنف الكنيسه الكاثوليكيه، وكان يسمى بالمفتش العظيم أو جراند إنكويستر، وكان يعدم واحدًا على الأقل من كل عشرة أشخاص يمثلون أمام محكمته وكان ذلك بأسلوب خجلت منه الكنيسه الكاثوليكيه واعتذرت عنه للعالم.[ادعاء غير موثق منذ 49 يوماً]

كانت محاكم التفتيش وسيلة ملوك قشتالة لتطهير أسبانيا من الهراطقة وجميع من يعتقد بغير الكاثوليكية. وذلك برغم المعاهدة الموقعة منهم.

ولكن حتى هذا الحل لم ينجح كليا في حل المشكلة الإسلامية في إسبانيا فكان ان لجأرا إلى الطرد الجماعي. ففي عام 1609- 1610 تم طرد ما لا يقل عن (275،000) شخص إلى البلدان الإسلامية المجاورة كالمغرب وتونس والجزائر بل وبعض البلدان المسيحية الأخرى. وهكذا تم حل المشكلة عن طريق الاستئصال الراديكالي.

و يكفي أن ننقل ما سطره غوستاف لوبون في كتابه "حضارة العرب" حيث يقول عن محاكم التفتيش: «يستحيل علينا أن نقرأ دون أن ترتعد فرائضنا من قصص التعذيب والاضطهاد التي قام بها المسيحيون المنتصرين على المسلمين المنهزمين، فلقد عمدوهم عنوة، وسلموهم لدواوين التفتيش التي أحرقت منهم ما استطاعت من الجموع. واقترح القس "بليدا" قطع رؤوس كل العرب دون أي استثناء ممن لم يعتنقوا المسيحية بعد، بما في ذلك النساء والأطفال، وهكذا تم قتل أو طرد ثلاثة ملايين عربي». وكان الراهب بيلدا قد قتل في قافلة واحدة للمهاجرين قرابة مئة ألف في كمائن نصبها مع أتباعه. وكان بيلدا قد طالب بقتل جميع العرب في أسبانيا بما فيهم المتنصرين، وحجته أن من المستحيل التفريق بين الصادقين والكاذبين فرأى أن يقتلوا جميعاً بحد السيف، ثم يحكم الرب بينهم في الحياة الأخرى، فيدخل النار من لم يكن صادقاً منهم. يقول د. لوبون: «الراهب بليدي أبدى ارتياحه لقتل مئة ألف مهاجر من قافلة واحدة مؤلفة من 140 ألف مهاجر مسلم، حينما كانت متجهة إلى إفريقية».محاكم التفتيش

محاكم التفتيش كان الهدف منها تعقب كل من لم يكن عضواً أرثوذكسياً في الكنيسة الكاثولوكية وإنهاء حياته. كانوا يجبرون من يقع بأيديهم على الاعتراف بخطاياهم وكان متهموهم يراقبونهم متخفين تحت القبعات الطويلة.. حيث كانوا يحرقون المذنبين على الخشبة أحياءً! عام 1526 اتتت محاكم التفتيش إلى غرناطة حيث خيروا المسلمين بين اعتناق المسيحية أو مغادرة البلاد أو التعرض للعقاب. وكانوا يأخذون الأطفال والنساء في الليل ليحتجزوهم في الكنائس ليحاكموا في الصباح التالي. رغم ما فعلته المحاكم بمسلمي الاندلس واعتناق العديد منهم المسيحية إلا أن الكثيرين بقوا مسلمين في السر. وفي سنة 1609 أمر اللملك الإسباني بطرد جميع المسلمين من إسبانيا ويذكر الدكتور " دوايت رينولد " ان الاشخاص الدين طردوا لم يكونوا من العرب أو البربر بل كانوا من سكان أيبيريا الأصليين وكان أبناء عمومتهم في الشمال يطردونهم من ديارهم... وهي رؤية مختلفة تماماً عن حقيقة عملية الطرد وهدفها ولا سيما أن الاشخاص الذين طردوا كانوا من السكان الاصليين.

وفي فترة لا تتعدى عشرة اعوام طُرد أكثر من 250 ألف مسلم ومنعوا من أخذ ممتلكاتهم, حيث لجأوا إلى شمال أفريقيا (ولا يزال العديد من العائلات التي ترجع اصولهم إلى مسلمين الاندلس يعيشون في شمال أفريقيا وخصوصاً بالمغرب وهم من المسلمين من اصول ايبيرية)

 

mohamedeldeb

محمد الديب

  • Currently 19/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 613 مشاهدة

محمد الديب

mohamedeldeb
محمد الديب طالب فى كلية العلوم اهوى القراءة فى شتى المجالات اهوى الكتابة شعرا ونثرا احاول نشر الاهتمام بالعلوم والثقافة بين الناس اؤمن بعدم جواز الفصل بين العلم و الادب فكلاهما يكمل الاخر »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

221,222