بعض الرجال يعاملون زوجاتهم بطريقة لا تخلو من العنف ، ويلجأ البعض أحياناً إلى الضرب والسب بحجة أن الإسلام أعطي له الحق فى تأديب الزوجة ، ويجهلون أن الدين الإسلامي حرم إيذاء المرأة والاضرار بها واهانتها.

وعن هذا الأمر يقول يقول الدكتور مشهور فواز عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بحسب جريدة "القبس" : إذا رجعنا للمنهج الإسلامي في تعامل الزوجين تبين لنا جلياً أنه لا يحث على ما يظنه البعض من العنف بل يحث على الألفة والمحبة والعشرة بالمعروف وذلك في آيات واحاديث نبوية كثيرة منها: قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مُبينة وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا". قال الطبري: يعني جل ثناؤه بقوله «وعاشروهن بالمعروف» وخالقوا ايها الرجال نساءكم، وصاحبوهن بالمعروف يعني بما امرتم به من المصاحبة وذلك امساكهن بأداء حقوقهن التي فرض الله جل ثناؤه لهن عليكم إليهن او تسريح منكم لهن بإحسان.

وقال ابن كثير: وقوله تعالى: "وعاشروهن بالمعروف" اي طيبوا اقوالكم لهن وحسنوا افعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم كما تحب ذلك منها فافعل انت بها مثله، كما قال تعالى: "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف» قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"، وكان من اخلاقه صلى الله عليه وسلم انه جميل العشرة دائم البشر يداعب اهله ويتلطف بهم ويوسعهم نفقة ويضاحك نساءه حتى انه كان يسابق عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها ويتودد اليها بذلك قالت: سابقني رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبقته وذلك قبل ان احمل اللحم ثم سابقته بعدما حملت اللحم فسبقني فقال: هذه بتلك!

وقال الذهبي اذا كانت المرأة مأمورة بطاعة زوجها وبطلب رضاه، فالزوج ايضا مأمور بالاحسان اليها واللطف بها والصبر على ما يبدو منها من سوء خلق وغيره وايصالها حقها من النفقة والكسوة والعشرة الجميلة لقول الله تعالى: «وعاشروهن بالمعروف». وقال صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره واستوصوا بالنساء خيراً.. رواه البخاري ومسلم. قال النووي: «فيه الحث على الرفق بالنساء والاحسان اليهن والصبر على عوج اخلاقهن».

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة ان كره منها خلقاً رضي منها آخر. اي ينبغي ألا يبغضها لانه ان وجد فيها خلقا يكره وجد فيها خلقا مرضيا بأن تكون شرسة الخلق لكنها دينة، أي صاحبة دين او جميلة او عفيفة او رفيقة به او نحو ذلك. ولقد عاب النبي صلى الله عليه وسلم على الذي يضرب زوجته، فقال: لا يجلد احدكم امرأته جلد العبد، ثم يجامعها في آخر اليوم!. وقد بينت السيدة عائشة رضي الله عنها خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وسياسته في بيته بقولها: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط بيده ولا امرأة ولا خادما الا ان يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط، فينتقم من صاحبه الا ان ينتهك شيء من محارم الله، فينتقم لله عز وجل. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله وانا خيركم لأهلي. رواه ابن حبان والبيهقي.

 

المصدر: lahona
Eng-fatma

Eng.fatma

  • Currently 60/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
20 تصويتات / 361 مشاهدة
نشرت فى 29 أغسطس 2010 بواسطة Eng-fatma

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

476,628