الحب فوق هضبة الهرم 1986

 

 

 

سيناريو وحوار : مصطفى محرم ـ قصة : نجيب محفوظ ـ تصوير : سعيد شيمي ـ مونتاج : نادية شكري ـ موسيقى : هاني مهنى ـ إنتاج : عبد العظيم الزغبي ـ تمثيل :أحمد زكي +آثار الحكيم + أحمد راتب + حنان سليمان + نجاح الموجي + ناهد رشدى.

 

 

     يناقش فيلم (الحب فوق هضبة الهرم) مشاكل الشباب المصري في الثمانينات ، وبالتحديد شباب الطبقة المتوسطة ، الذين يعيشون أزمات هذا العصر .. أزمات مثل السكن والعادات والتقاليد ، كما يناقش موضوعاً حساساً جداً يعاني منه الشباب العربي بشكل خاص ، ألا وهو موضوع الجنس .

 

يقدم سيناريو الفيلم ، الذي كتبه مصطفى محرم ، شخصيات واقعية جداً في المجتمع ، فنحن أمام عليّ (أحمد زكي) شاب في الثامنة والعشرين من عمره ، تخرج من كلية الحقوق وعين في إدارة من إدارات الدولة لكي لا يعمل شيئاً ، لذلك نجده يمضي الوقت بالتسكع في الشوارع ، راتبه الشهري ضئيل لا يسمح له بالتفكير في الزواج في هذا الزمن الرديء ، عاجز عن حل مشكلته الحيوية ، لذلك يلجأ الى العلماء ورجال الفكر لحلها ، لعله يجد عندهم الحل . أما الشخصية الرئيسية الثانية ، فهي رجاء (آثار الحكيم) البنت المثقفة ذات الشخصية القوية ، والتي تربت على تحمل المسؤولية وحب القرار . ترتبط بعلاقة حب مع عليّ ويتفقان على الزواج ، لكن الظروف والتقاليد تحاصرهما من كل جانب . لدرجة أنهما يجدان صعوبة للإختلاء بنفسهما حتى بعد زواجهما ، لينتهي بهما المطاف في السجن .

 

     وهناك أيضاً نهى (حنان سليمان) شقيقة عليّ الطالبة في الجامعة ، والتي تتزوج من سباك (نجاح الموجي) بعد نقاش بين أفراد الأسرة ، نتيجة ذلك الفارق الإجتماعي والثقافي بين الإثنين ، ولكنهم في النهاية يقبلون بهذا الزواج كأمر واقع نتيجة المتغيرات الإقتصادية والمعيشية في ظل مجتمع الإنفتاح . أما أبو العزايم (أحمد راتب) صديق عليّ ، فهو يلجأ الى إمرأة تكبره سناً ، يبيعها نفسه في مقابل ثروتها ومسكنها الفاخر ، ويحاول إقناع عليّ بسلك نفس الطريقة ، بدلاً من التسكع في الشوارع للبحث عن الأنثى . هذا إضافة الى الكثير من الشخصيات التي أعطت إيحاءات للوضع المأساوي الصعب في مجتمع الثمانينات .

 

     ولكن ، بالرغم من كل هذه الأفكار والشخصيات التي طرحها الفيلم ، فهو لم يقدم جديداً في المعالجة الدرامية وبدا تقليدياً في تركيبته وكتابته للسيناريو ، وبسيطاً في تكويناته الجمالية للصورة . وكان إعتماد السيناريو على الحوار بشكل كبير في توصيل أفكار الفيلم ، وأعني الحوار الزائد في كثير من المشاهد . صحيح بأن هناك جهداً مبذولاً في إخراج الكاميرا من الأستوديو والنزول بها في شوارع القاهرة ، بإدارة المبدع سعيد شيمي ، خصوصاً الكاميرا المحمولة التي أضفت نوعاً من الحركة على المشاهد . إلا أن كل هذا لم يمنع الفيلم من الوقوع في الدراما التقليدية .

مجلة البحرين

14/3/1990

المصدر: عن ثنائية القهر/التمرد فى أفلام عاطف الطيب بقلم حسن حداد
Cinema

SFG

  • Currently 110/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
36 تصويتات / 1338 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

48,707