التوحد Autism

بتعريفه التوحد الطبيب الأمريكيLeo Kanner ليو كانر سنة 1943 حين نشر بحثه الكلاسيكي المسمى بالاختلالات التوحدية في الاتصال الوجداني، وفيه أطلق مفهوم التوحد الطفولي على مجموعة من الأطفل الذين تابعهم بعناية، كما أشار له \"باولر\" ليصف به إحدى الحالات الأولية للفصام، والانشغال التام بالذات، أكثر من الانشغال بالعالم الخارجي.
وقد أطلقت مسميات عدة على هذا الاضطراب مثل الاجترارية والانغلاق على الذات، وكذلك الإعاقة الغامضة نظراً لعدم توصل العلماء إلى الأسباب الحقيقية التي تكمن وراء هذا الاضطراب.
ويعتبر تعريف الجمعية الأمريكية للتوحد (2000) من أحدث التعريفات بهذا الاضطراب والذي نظرت له كنوع من الاضطرابات في تطور نمو الطفل تظهر خلال السنوات الثلاثة الأولى من العمر، نتيجة لاضطرابات عصبية فسيولوجية تؤثر على وظائف المخ، وتؤثر على مختلف نواحي النمو، الاجتماعية والتواصلية، والعقلية والانفعالية والسلوكية Pervasive Developmental Disorder (PDD)، وتستمر هذه الاضطرابات التطورية مدى الحياة، ولكنها تتحسن نتيجة البرامج العلاجية، والتدريبيات التربوية المقدمة للطفل.

  • سماته:-

أهم سمات الطفل التوحدي الصعوبات التي يواجهها في إقامة علاقات اجتماعية ومشكلات التواصل اللفظي وغير اللفظي ومقاومة التغيير، وافتقاره للعب التخيلي، ووفقاً للدليل التشخيصي الإحصائي الرابع DSM IV فلا يهتم الطفل التوحدي بمن حوله ويتصرف كالأصم .

دور الأسرة

يعتبر دور الأسرة أساسياً في تطبيق البرامج التربوية والعلاجية للاطفال التوحدين فالأسرة هي التي تقضي أكبر وقت مع الطفل وهي التي تراقب وتلاحظ على الأغلب وجود أي مشكلة أو تطورات على سلوكه، وهي التي تنقل المعلومات والملاحظات عن جوانبه الغير عادية، والوالدين هما أول من يتلقى الصدمة والمفاجأة بعد مرحلة التشخيص، ويعيشان مراحل الرفض والإنكار للحالة والتنقل من طبيب إلى آخر إلى أن يصل الأمر بهم لتقبل الحالة والبحث عن البرامج التربوية والعلاجية المناسبة، لذلك فهم يلعبون دوراً كبيراً في نجاح هذه البرامج.
وتقوم الأسرة بمساعدة الاخصائيين على فهم العديد من جوانب الضعف أو القوة لدى الطفل، والتي لا تظهر عادة في أماكن الملاحظة والفحص مثل العيادة أو المركز، بل تظهر لدى الأسرة فقط لأن الطفل لا يقوم بها إلا في المنزل .

  • تطبيق البرنامج والعلاج :-
  • اعتماد هذه البرامج في تطبيقها ومتابعتها على الأم فقط دون إشراك بقية أفراد ألأسرة وفقاً لطبيعة الظروف الأسرية ، لذلك ينبغي أن تتحمل الأسرة كاملة مسئولية التفاعل مع الطفل التوحدي والتعاون في حل مشكلاته والتعامل معه بطريقه مماثلة من الجميع.
  •  مدى تقبل أفراد الأسرة للطفل ورغبتهم وحماسهم للتغيير سلوكه،ومن الأمور العامة التي يجب أن تدركها أسرة الطفل التوحدي قابليته للتعليم وللتدريب وللتواصل مع الآخرين مهما كانت شدة إعاقته، ، والصبر و المثابرة في العمل.
  • أهم الصفات التي يتحلى بها والدي الطفل:-
  1. عدم الشعور بالذنب تجاه وجود هذا الطفل في الأسرة.
  2. الابتعاد عن الانفعالات النفسية السلبية كالقلق والغضب والاكتئاب
  3. التفاؤل والأمل بإمكانية تطور مهارات الطفل.
  4. الصبر والمثابرة في العمل مع الطفل وعدم اليأس
  5. الاطلاع على كل ما يستجد في عالم التوحد لأن هذا الاضطراب لا يزال يحيط بة  الغموض
  6. التكيف مع المشكلات السلوكية للطفل
  7. القدرة على إيجاد الطريقة المناسبة للتواصل مع الطفل
  8. توليد بدائل الحل وعدم الاعتماد على طريقة واحدة
  9. إشراك الطفل في المناسبات الأسرية وتعريف المجتمع بإعاقته
  10. الالتحاق بمجموعات الدعم الأسري والاستفادة من تجارب الآخرين

يعتمد جزء كبير من تطور مهارات الطفل التوحدي ونجاح البرامج العلاجية المقدمة على مدى التعاون بين المختصين والأسرة، وعلى مثابرة الوالدين في العمل مع طفلهما، وتشير الدراسات بأن 20-30% من الحالات الخفيفة ذات الذكاء العادي تتحسن مع التدريب، وإن أكثر من 70% من حالات التوحد تستمر معهم ويبقون بحاجة إلى رعاية تامة لعدم تحقيقهم الاستقلالية التامة في المعيشة.

المصدر: روحي عبدات اختصاصي نفسي وتربوي

ساحة النقاش

eltebi
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

274,671