أنا سعيدة جدا لأني وجدت موقعكوا الرائع لأني عندي مشكلة من فترة بعاني منها وهي ليس الخوف بل الرعب الهائل وليس في إمكاني أن أذهب لطبيب نفسي لأني لا أريد أن يعلم أحد أسرتي بحالي، أنا قرأت مشكلات كثير عن ناس عندهم خوف من شيء معين مثل الخوف من الناس أو الخوف من ركوب شيء أو في الأماكن المزدحمة أنا عمري 21سنة، للأسف أنا بترعب ليس من شيء ولكن من كل شيء تتخيل، من كل حاجة وخايفة على كل شخص بحبه من أسرتي أو أصحابي ليحدث له أي شيء خطر.
والمشكلة كمان إني بقعد أتخيل الشيء الذي سوف يحدث وأصبحت أكره الخروج من البيت أو إني أكون في تجمع أسري خوفي من الذي سوف يحدث مع إني أصلا اجتماعية، فمثلا أنا دائما أتخيل أن يوجد قنبلة في المكان الذي أتواجد فيها وأن يحدث حريق أو انهيار المنزل، معظم الأيام أقوم مفزوعة من النوم لو سمعت صوت شخص في الشارع يتكلم بصوت عالي أو يصرخ أو صوت سيارة نقل كبيرة تمر بجانب البيت وعن الأشخاص فأنا أحب أسرتي جدا كل يومين أفكر في موت أحدهما فمثلا لو أخواتي الصغار ذهبوا للمدرسة أتخيل أن السيارة تقوم بحادث، لو تركت البيت أخاف أيضا على الأشخاص اللذين في البيت، وكل شيء بتخيله أراه كأنه يحدث حقيقي أمامي وأنا أحس إن كل يوم تزيد المشكلة أكاد أموت من الرعب لا أعرف
ماذا أفعل أرجو الرد.
17/08/2007
عزيزتي "هايدي"؛
أهلا بك على مجانين، وعافاك الله من مشكلتك، وساعدك على تجاوزها، وإن كان لي عتابا عليك وهو الخوف الشديد من الذهاب إلى من يملك مساعدتك بدعوى الخوف من الأهل.
عزيزتي؛ أتعجب من إصرارك على تحمل الألم الشديد خوفا على شكلك أمام أهلك، أو خوفا من مواجهتهم.
أنت تعانين من أحد اضطرابات القلق وهو اضطراب الوسواس القهري، ويعرف على أنه: أفكار أو قهورات غير هادفة وعن قصد وغير مرغوبة ويحاول الشخص تجنبها فلا يستطيع. وأشهر الأنواع:
الشك سواء في الصلاة أو الوضوء، الأفكار المتسلطة وهو ما يحدث معك حاليا، غسل اليدين – تفحص الأبواب - العد – تكرار الكلمات.
وبالتالي أنت تعاني من فكرة أساسية من الأفكار الوسواسية وهي: الاجترارات الوسواسية Obsessive Ruminations، وهي صور أو أفكار غير مرغوبة، ودخيلة، ومرعبة تسبب خطورة للآخرين (وخايفة على كل شخص بحبه من أسرتي أو أصحابي)، ولمنع ذلك نتجنب ما يمكن أن يثير الأفكار (أصبحت أكره الخروج من البيت أو إني أكون في تجمع أسري خوفي من الذي سوف يحدث) وعلاج مرض الوسواس القهري يتمثل في محورين رئيسين هما:
1- العلاج الدوائي:
من خلال التجربة والأبحاث والإحصائيات ثبت أن العلاج بالأدوية له أثر فعال في تحقيق جزء كبير من التقدم للشفاء بإذن الله تعالى عند مريض الوسواس القهري وتوجد عدة مجموعات تستخدم للعلاج ومن ضمنها ولعل أكثرها استخدامًا وتحقيقا للاستجابة لدى المريض هي مجموعة تقوم بتثبيط استرجاع مادة السيروتونين إلى داخل الخلية العصبية فقد ثبت أن تركيز مادة السيروتونين له أثر كبير في الإصابة بالمرض وشدته وضعفه والمجموعة التي تعالج تركيز هذه المادة لها آثار جانبية أقل مقارنة بباقي المجموعات الدوائية ولا بد من مرور وقت لا يقل عن شهر إلى شهرين من الاستمرار على العلاج حتى يمكن للطبيب تحديد الجرعة المناسبة للتأثير وبدء البرنامج العلاجي.
لابد من التنبيه ألا تتوقفي عن أخذ الجرعات الدوائية إلا بإرشادات الطبيب المختص لأن بعض المرضى بحاجة إلى الاستمرار في العلاج حتى مع ظهور التحسن خاصة عند شدة درجة الوسواس.
2- العلاج المعرفي والسلوكي ويتضمن العلاج المعرفي والعلاج السلوكي وهما:
1ـ العلاج المعرفي: وهو علاج التصورات المصاحبة للسلوكيات القهرية فالقاعدة تؤكد أن تصرفاتنا وسلوكياتنا اتجاه الأشياء لا تنبع أو تصدر من حقيقة تلك الأشياء بل من تصوراتنا لحقائق تلك الأشياء وهي قاعدة لو استوعبها مريض الوسواس وكذا الإنسان السليم من المرض لأزاحت عن كاهل كل منهما عبئًا ثقيلا وحملا عظيما، ومثال ذلك ما يطرأ على ذهنك أنه (يوجد قنبلة في المكان الذي أتواجد فيه وأن يحدث حريق أو انهيار المنزل) وتتملك الفكرة عقلك حتى بدأت الشك في نفسك وهذا هو عين الوهم، فهي فكرة باطلة لا بد من دفع تصورها وتيقن بطلانها وأنها لا يمكن أن تحدث فلا بد من التخلص منها ودفعها.
2ـ العلاج السلوكي: ويشتمل على قسمين هما:
ـ1ـ العلاج بالتعرض: ويتم بأن تتعرضين لمصدر القلق وسبب الخوف ببرامج علاج تدريجية والتأكيد على أنها لن تحدث, وأن هذا وهم سيزول مع كثرة التعرض لمصدر الخوف الوهمي, وبتكرار مرات التعرض يقل القلق وتتعودين على مصدر خوفك وتفهمين أنه ليس كذلك حتى تصلين إلى الدرجة التي تتأكدين فيها أنه لا داعي لهذا الخوف والقلق.
ـ2ـ العلاج بمنع الاستجابة: ولكي يتم الجزء السابق من العلاج بنجاح لا بد من وقف الطقوس المتكررة التي كنت تقومين بها للقضاء على القلق مثل تجنب المواقف مما يساعد على الشعور بالقلق لدى المريض, فنحن نعرضك لسبب قلقك ولا نعطيك الفرصة للتخلص من هذا القلق بالطقوس.
هذه هي المحاور الرئيسية لعلاج مريض الوسواس القهري ويتبقى لدينا كجزء من العلاج التنبيه على طبيعة دور الأسرة والأشخاص المحيطين لمريض الوسواس القهري.
وأؤكد مرة أخرى على أهمية الاستعانة بالطبيب النفسي، وإن كان ما يمنعك هو مشكلة مادية فنحن على استعداد كامل لمساعدتك في العلاج الشافي إن شاء الله من خلال حضورك إلى قسم الطب النفسي بمستشفى الحسين الجامعي.
واقرئي على مجانين:
ذكريات موسوس سابقا
وسواس قهري أهلا بك للعلاج
هل الوسواس مرض مزمن؟
وساوس ومخاوف وشكوك
وسواس قهري ومبدئيا تابعينا
دكتور علي اسماعيل للطب النفسي و الاستشارات النفسية والتنمية البشرية والمشكلات الزوجية والاجتماعية
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش