اضطراب هوية جنسية
أنا شاب عندي 21 سنة طالب في كلية علمية من كليات القمة، مشكلتي أن عندي اضطراب هوية جنسية أنا عرفت كده بعد ما قرأت كتاب بيتكلم عن الأمراض النفسية من كام شهر بس وهشرحلك كل حاجة بالتفصيل، طفولتي مش فاكر منها كتير غير أني عمري ما كنت زي باقي الأولاد كنت دايما هادي مش بتكلم خجول جدا مش بحب ألعب مع باقي الأولاد ولا بحب لعبهم وما كنش لي أصدقاء لعبتي المفضلة كانت العروسة وطبعا بابا ما كنش بيشتريلي عرايس عشان كده كنت بستنى لما نزور قرايبنا وألعب مع بناتهم بعرايسهم، كنت كمان بحب ألبس جزم ماما وأحط الفوطة على رأسي كأنها شعر أو ألفها على وسطي كأنها جيبة.
ماما شافتني مرة بس ما اهتمتش قالت لعب عيال، وأنا في ابتدائي حبيت زميلي طبعا وقتها ماكنتش أعرف كده وكنت فاكر إنه عادي، وفي الإعدادي بلغت وازدادت المشاعر جوايا وبرضة ماكنتش أعرف إن ده حاجة مش طبيعية ماكنتش أعرف حاجة عن البلوغ والجنس ماحدش في البيت كلمني، وأنا اتكسفت أسأل وما كنش ليا أصحاب أعرف منهم تصور كنت بحتلم وأنا ما عرفش إيه ده طبعا مشاعري كانت ناحية الأولاد كنت بحبهم زي أي بنت ما تحب ولد المهم بدأت أعرف شوية حاجات بالفطرة والتخمين وخصوصا من التلفزيون وكنت زي ما أنا ولد خجول جدا لدرجة إني كنت بتكسف أشتري حاجة من أي محل هادى مابتكلمش كنت في نظر الناس ولد مؤدب أوي أخلاقي زي البنات.
وفي ثانوي ما فيش حاجة تغيرت بس بدأت أفهم أكتر وكنت بحب زميلي وكل ده وأنا ما عرفش إني مش طبيعي ولد خجول صامت ما ليش أصحاب وفي الجامعة كان ليا صاحب واحد كنت بسأله عن كل حاجة من غير ما يعرف إني بتكلم عن نفسي ومنه عرفت إن الراجل الطبيعي يفكر في بنت وفي أمور الجنس مع البنات وأنا عمري ما بصيت على بنت وحسيت بحاجة حتى لو لابسة حاجة عريانة بالعكس كانت مشاعري ناحية الرجال حاولت كتير إني أفكر في البنات زي صاحبي ماقدرتش والموضوع بقى خطير.
بعد النت ما دخل من كام شهر لأني بدأت أدور على ناس زيي وللأسف لقيت كتير مستعدين لإقامة علاقة مع ولد بس مش زيي وعرفت ساعتها ليه الكتاب فصل بين مريض الهوية الجنسية واللوطي سيدي أنا بتعذب أنا مش عاوز أغضب ربنا.
وعشان أكون صريح أنا كنت هقابل واحد منهم بس ربنا نجدني قبل ما أرتكب الذنب أنا مش عاوز بس الشطان شاطر وأنا مش قادر أمنع نفسي أنا الحمد لله لحد دلوقتي ما حصلش حاجة بس خايف أضعف وساعتها مش هسامح نفسي أبدا أرجوك أنا عايز حل مع العلم إني مش معايا فلوس لطبيب نفسي ولا أعرف أي طبيب نفسي وكمان مش هقدر أقول لبابا إنه يوديني لدكتور نفسي أنا مش عاوز حد يعرف خالص أنت عارف حساسية موضوع زي ده انا عايز حد يساعدني يأخذ بيدي ويلاقي حل لمشكلتي أرجوكم أتوسل إليكم ساعدوني أنا بموت في اليوم ألف مرة بسبب إني حاسس إني هفضل طول عمري كده انقذو شاب قبل ما أغضب ربي ، أقسم لك إني عمري ما فكرت في حد إني يعنى بنام معاه أو حاجة كل اللي كنت بفكر فيه إني بحبه ويحبني بس مش أكتر أنا أتمنى أن تفاصيل المشكلة تفضل سر يعني ماتتنشرش عشان أنا خايف حد يعرفني وشكرا وأرجو إخفاء بياناتي الخاصة وخصوصا الإيميل.
06/07/2007
عزيزي المعذب منذ زمن طويل؛
تعاني عزيزي منذ طفولتك، وتحملت معاناتك في صمت شديد، وتحوصل حول الذات ومحاولة معرفة ما تجهله، حتى وصلت إليه صدفة من خلال المطالعة، فاستطعت الوصول إلى ما أسميه الاستبصار العقلي (معرفة نوع الاضطراب) ثم توقفت دون الدخول إلى المرحلة الثانية وهي كيف تساعد نفسك في العلاج؟
أخي؛ ما تعانيه اضطراب (مرض) وأنت لا ذنب لك في حدوثه أو استمراره، فلماذا تخشى الأهل أو الأصدقاء كأنك سعيد بمشكلتك وتريد لها الاستمرار.
أنت ترسل صرخة للآباء والأمهات بأن يزداد تركيزهم قليلا، ولا ينصاعوا لقوالب التفكير الجامدة والنتائج المسبقة كما حدث في حالتك (اللعب بمتعلقات الإناث) وإجابة والدتك بأنه لعب عيال مما أخر تشخيصك الذي ظهر في الطفولة.
ثم أطلقت الصرخة الثانية أثناء المراهقة (لم يجلس معك أحد ولم يحاول أن يساعدك في معرفة العلامات الثانوية الجنسية) مما أخر التشخيص للمرة الثانية، لذا سأختلف معك في عدم نشر رسالتك، بل أطلب من المسئولين عن الموقع بنشرها مع الاحتفاظ بسرية معلوماتك، فأنت تقدم برسالتك خدمة لكل زملائك الذين لا يعرفون ما هم فيه وقد توقعهم الأقدار فيما حماك الله منها، وقد تشجعك وغيرك على التوجه نحو العلاج، وعدم الإحساس بالذنب والوصمة كأنكم مذنبين في حق المجتمع، وأنتم مجني عليكم، ويجب أن نقدم لكم جميعا الاعتذار لأننا تركناكم تتخبطون دون أن نقدم لكم يد المساعدة، سأصرخ معك لوزير التعليم (أين أخصائيوك في المدارس)، ولوزير الأوقاف (أين دعاتك)، ولوزير الإعلام (أين توعيتكم)، وللآباء والأمهات (أين دوركم)؟
عزيزي أستأذنك في القيام بدوري المجتمعي وهو ما أملكه وهو التوعية، بجانب دعوتك إلى زيارتنا بطب الأزهر لمساعدتك في العلاج. فتعالى نتحدث عن هذا الاضطراب أولا:
- اضطراب الهوية الجنسية (Gender identity disorder)، وهو اضطراب يبدأ في الظهور عادة في مرحلة الطفولة المبكرة (ودائمًا قبل البلوغ بمدة طويلة)، ويتميز بنفور شديد بشأن الجنس الفعلي، مع رغبة و/ أو إصرار على الانتماء للجنس الآخر، ويكون هناك انشغال دائم بملابس أو نشاطات الجنس الآخر أو كليهما مع رفض للجنس الفعلي.
لا توجد دراسات في مصر أو الدول العربية (على حد علمي) أعطت هذا الأمر الاهتمام الذي! يستحقه، وتشخيص اضطراب الهوية الجنسية في الطفولة يقتضي وجود اضطراب في الإحساس الطبيعي بالذكورة أو الأنوثة (بالرغم من عدم وجود أسباب عضوية لذلك)، أما مجرد السلوك الصبياني بين البنات أو السلوك "البناتي" بين الأولاد فليس كافيًا.
والسمة التشخيصية الأساسية هي رغبة عامة ودائمة عند الطفل للتحول إلى الجنس المقابل للجنس الفعلي (أو الإصرار على الانتماء إلى الجنس المقابل)، بالإضافة إلى رفض شديد لسلوك أو صفات أو ملابس الجنس الفعلي أو لهما جميعًا، وتظهر هذه الحالة أول ما تظهر بشكل نموذجي، أثناء سنوات ما قبل المدرسة.
ولاستخدام هذا التشخيص يجب أن تكون الحالة قد أصبحت جلية قبل الدخول في مرحلة البلوغ، وفي الجنسين قد يكون هناك رفض للأجزاء التشريحية الخاصة بالجنس الفعلي، ولكن هذه ظاهرة غير شائعة ولعلها نادرة.
والأطفال المصابون باضطراب الهوية الجنسية ينكرون وبشكل متميز أن هذا الاضطراب يسبب لهم أي إزعاج، وذلك على الرغم من احتمال ضيقهم بالاصطدام مع ما تتوقعه عائلاتهم أو أقرانهم منهم، وبالسخرية أو الرفض الذي قد يتعرضون له.
وما يعرف عن هذه الحالات أكثر في البنين منه في البنات، والنمط النموذجي هو أن يبدأ الأولاد من الذكور منذ سنوات ما قبل! المدرسة بالانشغال بأنواع من اللعب والأنشطة الأخرى التي تمارسها الإناث بشكل نمطي ومتكرر، وكثيرًا ما يكون هناك تفضيل لارتداء ملابس الفتيات أو النساء، وقد تكون لديهم رغبة شديدة في المشاركة في ألعاب وهوايات الفتيات، ولعبتهم المفضلة هي غالبًا "العروسة"، كذلك فإن رفاق اللعب المفضلين يكونون عادة من الفتيات، ويبدأ النبذ الاجتماعي عادة أثناء سنوات الدراسة الأولى ويصل إلى ذروته غالبًا في مرحلة الطفولة المتوسطة في شكل سخرية مهينة من الأولاد الآخرين، وقد يقل السلوك الأنثوي كثيرًا أثناء بدايات المراهقة، مثلما قد يقل السلوك الذكوري في البنات أيضًا مع البلوغ. ولكن قليلاً جدًّا منهم يبدون تحولاً جنسيًّا بعد البلوغ أو في مرحلة الشباب.
حينما يكبر هؤلاء الأطفال وقد صاحبهم هذا الاضطراب فإنه قد يتحول إلى نوع من أنواع الانحرافات الجنسية:
- اضطراب التوثين المتحول الزي: fetishism Transvestic وهم من يلبس ملابس الجنس الآخر ولو سراً ويستثار جنسياً عند فعل ذلك وقد يمارس العادة السرية حينها.
- اضطراب الجنسية المثلية: Homosexuals وهم من يمارسون الجنس في دور الجنس الآخر.
- اضطراب التحول الجنسي: Transsexual وهذه الفئة من لا ترضى بغير تغيير الجنس وقد تسعى لذلك من خلال العيادات المختصة في الغدد واستخدام الهرمونات أو من خلال عيادات الجراحة لإزالة الأعضاء التناسلية وتغيير الجنس.
ليس هناك أسباب محددة لاضطراب الهوية الجنسية بقدر ما هي عوامل مساعدة أو مهيأة منها:
(1) تشجيع الوالدين أو صمتهم أو حتى عدم اكتراثهم بسلوكيات الطفل الجنسية مما يؤدي إلى وصول رسالة للطفل مباركتهم لهذا الدور ورضاهم عنه حتى يتمكن ويتأصل فيه شعور الانتماء للجنس الآخر.
(2) غياب المثل الجيد لمظاهر الرجولة أو الأنوثة حتى يجعله يتعلم ولو نظرياً ما يفعله ويشعر به الذكور أو الإناث في شتى المواقف والأحوال وتغرس فيه المشاعر المرتبطة بجنسه.
وتقول النظريات التحليلية أن توحد الطفل مع والده من الجنس الآخر قد يؤثر في ميوله وتكوين هويته. فالولد اللصيق بأمه بشكل كبير وقد ينمو ليصبح أنثوي الهوية أو الميول والعكس بالنسبة للأنثى.
(3) الأذى الجسدي أو الجنسي الذي يقع على الطفل في سن مبكرة قد يجعله يحلم باختفاء هذا الأذى وزواله لو تحول للجنس الآخر مما يؤثر على تطور هويته.
(4) وجود ملامح أنثوية لدى الأطفال الذكور قد يجلب لهم التعليقات والتحرشات التي تؤدي! لانحراف هويتهم وكذلك مظاهر الخشونة بالنسبة للإناث.
العلاج: الوقاية تغني عن العلاج.
(1) الوقاية تأتي بممارسة الوالدان لدورهما الحقيقي في التوجيه والتصحيح وتوفير القدوة الجيدة للطفل في السلوك الاجتماعي المناسب للذكور عامة والممارسات الجنسية خاصة. ولا بد للوالدين من الاهتمام بما يقوله الطفل في هذه الموضوعات وما يعلق به الأقارب تجاه أطفالهم.
(2) العمل على غرس النمط السلوكي المقبول اجتماعيا وتشجيع السلوك المطابق للجنس وذلك بالممارسة الفعلية من خلال الاشتراك بالأنشطة المناسبة للأطفال جماعياً أو مع الوالد أو الوالدة.
(3) إظهار الرفض لأي مظهر قد يكون من مظاهر الانحراف للعمل على كبحه في سن مبكرة قبل أن يتأصل ويصعب التخلص منه.
(4) زيارة الطبيب النفسي في مثل هذه الحالات وبالذات في السن المبكرة جداً قد يفيد في اكتشاف بعض الاختلالات الهرمونية أو الخلقية التي قد يكون في إصلاحها إنقاذاً للطفل من هذه المشكلة.
(5) تنمية الوازع الديني لدى الأطفال وزرع مراقبة الله تعالى في السر والعلانية لا تخويفاً فقط بل ترغيباً في ما عند الله وحباً لله ورسوله. لأن الطفل عندما! يخاف فقط من الرقيب فسيفعل ما يشاء عند غياب الرقيب.
وفي النهاية؛ أنصحك بالتوجه إلى الطبيب من فورك، كما أنصحك بقراءة العديد من الروابط على المواقع المتصلة بمشكلتك وننتظر متابعاتك.
دكتور علي اسماعيل للطب النفسي و الاستشارات النفسية والتنمية البشرية والمشكلات الزوجية والاجتماعية
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش