متطفلة، سخيفة، أفكار تسيطر علي هل أعاني من شيء وما الحل؟
شكرا لكل من ساهم بإنشاء هذا المنتدى والأطباء المتعاونون معنا وجزاكم الله خيراً.
سأحاول الالتزام بالإرشادات المكتوبة لطلب الاستشارة.
أنا طالبة جامعية في ال21 طولي ووزني مناسب لا أعاني من فقدان شهية أو مشاكل في النوم، علاقتي مع أهلي وأصدقائي ممتازة بالنسبة للنظافة الشخصية فأنا أهتم جدا بنظافتي ومظهري ومظهر كل مكان أتواجد فيه من بيتي وجامعتي ومدينتي تاريخ العائلة: عانت جدتي لوالدتي من اكتئاب حاد وانتقلت لمستشفى للأمراض العقيلة إلى أن تشافت وخالتي تعاني من مرض نفسي منذ عدة سنوات لا أعلم ما هو.
بدأت معاناتي في أيام الدراسة الثانوية حيث كنت في آخر سنة في المدرسة كنت في السابق من المتفوقين ولذلك كانت ثقة أهلي في كبيرة في مجال دراستي فلم يسألوني عن المواد الدراسية أو أي صعوبات أواجهها لأنهم لم يتعودوا على مساعدتي لعدم حاجتي لذلك، لكن في فترة الدراسة كنت عند فتح الكتاب لا أستطيع الدراسة حاولت كثيرا لكني لم أقدر كنت دائما ما أبدأ التفكير بأمور الحياة وعن المستقبل أو أي موضوع قرأته أو حصل معي في الماضي أو عند مروري بأي كلمة كنت أتشتت وأفكر بموضوع يتعلق بهذه الكلمة.
تتطورت حالتي فأصبحت أفكر بالوجود وأصبحت أنظر في ما حولي بطريقة غريبة وأتسائل هل كل هذه الأشياء موجودة وأحيانا أغمض عيني وأتسائل كيف تكون لكل الأشياء ألوان تميزها وأحيانا أفتح الشباك وأنظر ما حولي وتستمر مثل هذه الأسئلة حتى في صورتي في المرآة كنت فيما بعد أمضي وقتا كبيرا في البكاء لأني لم أدرس وأحاول الدراسة لكن الوساوس تعود من جديد.
أكملت المدرسة بمعدل جيد بعكس مستواي الأصلي الذي كان ممتاز ودخلت الجامعة تخلصت من وساوس الوجود وعدم الوجود وأصبحت أستغرب كيف كنت أفكر بهذه الطريقة المضحكة.
الوساوس الأخرى لا زالت موجودة مثل تخيل أني لو سلمت على أحد ستنتقل إلي الجراثيم أغسل يدي أكثر من 20 مرة في اليوم وأتوسوس من طعام المطاعم... أحب مراقبة تصرفات الناس وتأملهم... مع أن لدي الكثير من الأصدقاء وعلاقاتي الاجتماعية كثيرة الآن لكني كنت أعاني في السابق في عمري إلى عمر 15 من عدم الاختلاط مع الناس كثيرة وعدم محبة الذهاب للأماكن المزدحمة بالناس مثل العزائم وزيارة الأقارب بسبب الضجة أو أني لو بقيت في البيت سأستمتع بوقتي أكثر.
أحب في البيت الجلوس لوحدي وأشعر بالعصبية من أشياء كثيرة لا تحتاج لذلك لكني أحاول السيطرة على نفسي وتقبل هذه العادة... في الجامعة والأماكن الأخرى أحب أن يكون معي أحد يرافقني حتى لا أشعر بالملل.
أحيانا أركز كثيرا في النظر إلى عيون الذين يتحدثون إلي ولم أنتبه لهذا التصرف أتجنب النظر بتاتا إليهم أو النظر لجهة أخرى مما يؤدي إلى سوء تفاهم.
كنت في السابق أتكلم مع شاب معجب بي فيما بعد عبر لي عن حبه لي وأصبحنا نتكلم لساعات طويلة في اليوم ولكن طلبت منه من سنة تقريبا أن لا يتكلم معي وذلك لشعوري بالذنب لأنه ضد ديني وبدون علم أهلي الذين لا يستحقون إلا كل خير وأن لا أعصي أوامرهم.
لا زلت لا أستطيع الدراسة جيدا من الوساوس إلا عندما أشعر أنه لم يتبقى وقت فأقرأ الكتاب سريعا وليس حفظا كما ينبغي أو أمضي ساعات طويلة لدراسة صفحتين.
أحيانا أنظر دون لا إراديا إلى أعضاء الذكور عندما أتحدث مع أحد أو النساء لا أعرف ما السبب أحاول التخلص من ذلك أو فهم هذا التصرف لكني لم أستطع بدأت هذه المشكلة فقط منذ سنتين تقريبا.
أتندم كثيرا على أشياء أتصرفها أو كلام أقوله أو كلام كان يجب أن أقوله في موقف معين ولم أقله، لا أريد دواء لأني أخاف أن يكون له أعراض جانبية أو أن يكون غير مناسب لحالتي لأن خالتي لم تستجب للأدوية بتاتا.
الطريقة الوحيدة التي أستطيع أن أتغلب على الوسواس في يومي أن أنشغل بمشاهدة آخر الأفلام الأجنبية وتحليل أفكارها وقراءة الكتب """غير المفروضة علي قراءتها مثل المنهاج حتى لو كنت أراها مهمة أو ممتعة"""
أيضا أتكلم مع نفسي كثيرا كثيرا وأحيانا إن لم أنهي محادثة مع شخص حول موضوع معين أنهيها بعقلي وأتخيل ردوده وهكذا..... أو أفكر في مواقف ممكن أن أمر بها وماذا علي أن أفعل أو أقول.
آسفة على الإطالة وأتمنى أن تكون المعلومات كافية، شكراً
25/10/2013
الأخت العزيزة الفاضلة أهلا ومرحبا بك؛
منذ عامين اتخذت حياتك شكلا مختلفا حيث ظهرت أفكار متطفلة سخيفة تسيطر عليك وذات طابع فلسفي استطعت بعد فترة التخلص منها، لكن أعقبتها أفكار تتعلق بالنظافة مع قهورات التنظيف وقهورات التطلع في عيون الناس أو النظر القسري لعوراتهم أو مراقبة تصرفاتهم حسب ما جاء برسالتك.
بعد عام تقريبا من هذا ظهرت أعراض الاكتئاب الثانوي فقطعت علاقتك بصديقك وبدأ الشعور بالندم مع عدم القدرة علي أداء مهامك التعليمية بنفس الكفاءة. ولقد حاولت التغلب على مشكلتك بالتداوي الذاتي من خلال مشاهدة الأفلام وتحليلها وقراءة الكتب لكن يبدو أنها لم تعد تعود عليك بالفائدة. ذكرت أيضا أن جدتك وخالتك عانا من اضطرابات نفسية في الماضي.
كما أضفت على استحياء أنك قد تعانين من رهاب الأماكن المزدحمة، ولم تشيري إلى أنواع أخرى من القلق.
وفي نهاية رسالتك طلبت منا أن نشير عليك بشرط عدم استخدام الدواء.
وفي البداية أقول لك عزيزتي أنك تعانين من اضطراب الوسواس القهري مع أعراض اكتئابية ثانوية. والعلاج يتضمن شقين:
الأول العلاج النفسي في صورة:
1. التجاهل الكامل للأفكار والقهورات يعني (التجاهل + عدم التفكير + عدم الإقناع).
والمراد بالتجاهل التام هو تجاهل جميع الأفكار الوسواسية صغيرها وكبيرها وعدم الالتفات لها نهائيا ويجب ألا يكتفي المتعالج بعدم فعل السلوك الوسواسي بل يجب عدم التفكير به أيضا.
ولهذا فلو طلب منك الوسواس أن تعيدي الوضوء لأنه خرج منك ريح أو تعيدي غسيل يديك ثانية مثلا فيجب عدم غسلها نهائيا وعدم التفكير بها حتى تستمر الفكرة بالإلحاح ثم تتوقف بسبب عدم الاستجابة، وهذا سيسبب لك توترا شديدا وتأنيبا للضمير وأفكار بالمرض أو عدم قبول الصلاة أو غيرها، وقتها نلجأ إلى التجاهل الكامل مع تمرين استرخاء لإزالة التوتر، دون استخدام الاقناع بمعنى مناقشة فكرة انتقال المرض وطرق العدوى وكيفية الحماية منها علميا لأنه سيسبب لك هدوئا مؤقتا لفترة ثم تعود الفكرة، أما التجاهل الكامل سيجعل التوتر يقلل تدريجيا من تسلط الفكرة عليك وهكذا.
2. عليك أن تطبعي هذه الورقة وتقرئيها كثيرا:
أن تسألي نفسك الأسئلة التالية وحاولي أن تجيبي عنها بصراحة تامة بينك وبين نفسك والأسئلة هي ما يلي (وسأضع لك جوابا مساعدا):
س1--> منذ متى وأنا أعاني من الوسواس؟
ج-->أعاني منذ سنة .. سنتين .. عشر سنوات (اذكري المدة).
س2-->هل أنا موسوسة بالفطرة أم طرأ علي الوسواس ولماذا؟
ج--> لا . بل كنت صحيحة معافاة أعيش كما يعيش الآخرون ولكنني تساهلت في بادئ الأمر فتطور معي شيئا فشيئا حتى وصلت للمرحلة التي أنا فيها الآن (وقد يكون هناك سبب آخر).
س3---> أيعقل أن يكون الناس كلهم على خطأ وأنا وقلة معي هم المصيبون؟
ج--> لا، بل أنا مقتنعة أن الناس على صواب بل وأتمنى أن أكون مثلهم.
س4--> ما هو الدافع الأساسي للأفعال الوسواسية؟
ج--> لكي أرتاح من المعاناة النفسية.
س5--> هل أحسست بالراحة بعد فعل السلوكيات الوسواسية؟ أم أن معاناتك تزيد يوما بعد يوم؟
ج --> لا . بل معاناتي في ازدياد كبير، وكل يوم أزداد هما وأزداد تعاسة!
س6--> إذن ما الفائدة من فعل كل هذه السلوكيات الوسواسية؟!
ج --> لا أدري.
س7--> هل تريدين أن ترتاحي من هذه المعاناة الطويلة؟
ج --> عليك بتنفيذ سياسة التجاهل التام
3. استخدمي قاعدة ابدأ، استمر، أكمل.
ابدئي بتجاهل الفكرة واستمري في هذا ولا تستسلمي لأي أفكار تثنيك عن الرجوع في قرار العلاج ومواجهة الوساوس والقهورات. فإذا فشلت لا قدر الله في عمل هذا فعليك أن تضيفي للعلاج النفسي علاجا دوائيا من خلال طبيب متخصص ولا تخشي أعراضه الجانبية فهي مؤقتة وستعتادين عليها سريعا كما أن الأدوية الحديثة ذات أعراض جانبية أقل ولا تجعلي تجربة خالتك كحالة فردية عائقا أمامك.
دكتور علي اسماعيل للطب النفسي و الاستشارات النفسية والتنمية البشرية والمشكلات الزوجية والاجتماعية
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش