اضطرابات وجدانية: اكتئاب ? Major Depression ?
جرس إنذار: التجريح لن ينسى مع الأيام (مشكلة حياتي...)
مش قادر أوصف قد إيه أنا تعبان نفسياً كنت عايز أروح أزور دكتور في عيادة وفي دكتور من المستشارين اللي هنا جنب بيتي. هقدر أحكي كل حاجة. بس مش هبقى مرتاح وأنا بتكلم. فقررت أكتب هنا، وشكراً مبدئياً. مشكلتي الأساسية بدأت من وأنا صغير. على قد ما أنا فاكر طفولتي. والدي لم يكن فيها لأنه كان مسافر، بيشتغل بره. بس مش دي المشكلة. المشكلة في أمي. كنت عايش معاها هنا في مصر.
طبعاً بسبب غياب الأب والعامل الشديد في الأسرة كان لازم هي تبقى شديدة عشان "أتربى ومبوظش" وأنا مكنتش فاهم ده ساعتها طبعاً، معاملتها كانت صعبة أوي على طفل في سني ساعتها. زعيق طول اليوم بدون مبالغة طول اليوم. ضرب وشتيمة عادي زي أي أم. بس الفكرة إن أي أم تانية زي ما بتشتم وبتعزق، زي ما بتبقى حنينة وبتحسس أولادها بالأمان، هي مكنش فيها كده.
أنا عايش بقالي 18 سنة، عمرها ما حضنتني، عمرها ما لمستني حتى عمرها ما قالت لي كلمة حلوة، وعمرها ما حسستني بالحنان. الموضوع ده بالنسبة ليا كبير أوي، نفسي أحس بالحنان وإن في حد بيحبني واللي مضايقني أكتر إني لما بقرأ كلامي ده بحس بوجع في رجولتي كده، أنا عندي 18 سنة في أولى جامعة وبفكر كده ودي احتياجاتي. واللي في سني تفكيرهم مثلاً إزاي يشقطوا البنت دي :D
مش عارف أجمع كلامي. مش عارف أبدأ منين. معلش علي اللخبطة بس اللي هييجي في بالي هقوله. إحساسي وأنا في إعدادي مثلاً وأنا بسمع أم صاحبي بتقوله خلي بالك من نفسك يا حبيبي وأنا أمي بتقولي ربنا ياخدك وترجع لي في كفنك عشان بس طلبت أتأخر ساعة كمان.
حسيت بوجع في قلبي وجع physical الوجع ده كان بيجيلي من زمان أوي كل ما هي تزعق لي. مش فاهم إيه علاقة الأحاسيس بحاجة physical في قلبي. الوجع ده كان عادة بيجيلي كل يوم تقريباً، بلاش جملة هي بتحبك. يمكن هي فعلاً بتحبني من جواها عشان أنا إبنها. بس ليه بتعمل معايا كده؟ طريقتها غلط في التعبير؟ مش لدرجة 18 سنة كده.
حاولت أبداء أنا باللمس وقررت أحضنها بس صدتني، كنت بعيط بالأيام عايز حضن وطبطبة. بحس إني طفل أوي. كنت بقول هي هتيجي في يوم وتعملها وتلمسني مثلاً أو تقولي حبيبي. أو تحصل معجزة وتقولي بحبك. عدى سنين ولسه زي ما أنا وكل حاجة زي ما هي، بتوجع وأنا صغير لما أشوف فرق معاملة الأهالي. بعد مدة طويلة والدي رجع من السفر. واستمر الحال زي ما هو. ولا في أي تغيير، أصحى علي زعيق وأنام علي زعيق.
مكنتش بخرج إلا كل فين وفين. ثقتي بنفسي كانت صفر وهي خلتها تحت الصفر كمان. وزني زيادة وشكلي مكنش عاجبني ولا زي اللي في سني ساعتها. وهي كانت بتتريق عليا وتبوظ نفسيتي أكثر. كنت بكره نفسي أوي. كنت بكره حياتي. فكرت في الإنتحار كتير من وأنا صغير بس طبعاً مبقدرش أعمله. اندمجت في الحياة أون لاين وجيمز وشات. كانوا بيبعدوني عن الواقع والقرف الزعيق اللي أنا فيه.
مكنش ليا حد أحكي له أو أشكي له. كنت بحضن المخدة وأعيط وأنام. وأتخيل إن في واحدة بتعاملني حلو وبتحضني وبتطبطب عليا وبتقولي قد إيه هي بتحبني. كان بيجيلي تبول لا إرادي وأنا نايم فترة كبيرة أوي في حياتي لحد إعدادي كده. كان عادي ممكن تتريق عليّ في الموضوع ده برضه. وأنا نفسيتي تولع أكثر وأكثر.
في الفترة دي حملت وجابت أخ ولد - مليش إخوة غيره - وكانت معاملتها ليه شبه معاملتها لي وأنا في سنه بس أخف شوية صغيرة بتديله شوية حنان شوية. كنت بحاول أبعد عن الواقع بأي طريقة. Daydreaming - أفلام - games - شات.
في ثانوي بدأت أتحرر شوية وأخرج براحتي، ومع بداية الخروج بدأت عادة سيئة. أسرق فلوس منهم من وراهم، كنت بفرح بيها لأني بجيب اللي أنا عايزه، آه أنا لو طلبت منهم حاجة مش أوفر ممكن يجيبوها لي بس أنا كنت بحب حاجات أوفر. فضلت أسرق كتير لحد ما توبت وبطلت من ساعتها خلاص.
لدي إحساس أنني كنت وما زلت ضعيف ومحتاج أحس أني بني آدم، محتاج أحس أني عايش، محتاج أبطل أحس بوجع في قلبي، محتاج أحس أن قلبي مش فاضي كده وبيتكسر بسهولة. روتين مستمر كل يوم، أصحي علي زعيق، زعيق طول اليوم وأنام على زعيق، أتهزق وأتشتم كل يوم، بدأ يجيلي برود واحدة واحدة، بدأ إحساسي يروح، مبقتش بحس.
عندي اكتئاب خدت كام online test والنتيجة كانت severe depression، مش لاقي حل كنت فاكر أني لما أكبر هنسى وأعيش طبيعي بس; مش حاسس أني طبيعي. وصلت أقصى درجات الاكتئاب من بعد ثانوية عامة، جبت مجموع كبير ودخلت كلية صيدلة، معجبهاش على فكرة، وقعدت تقول لي ليه مش طب كان ممكن تجيب أكتر.
آه بالمناسبة أنا المفروض إني ذكي وiq عالي والجو ده بس لا أذاكر. بتيجي تزعقلي وتهزقني عشان أذاكر بضايق وأعيط ومفتحش كتاب. دلوقتي أنا نفسي ألاقي حل للي أنا فيه، أنا طولت في الكلام جداً أنا عارف، بس مش لاقي حل، مش عارف أعمل إيه.
كلام كتير عايز أسمعه وأحاسيس كتير نفسي أحسها...
06/03/2015
ابني الحبيب
رسالتك أوجعت قلبي وأدمعت عيني، وأعادتني 14 سنة للخلف حينما كنت أتحدث في رسالة الدكتوراه الخاصة بي عن إيذاء الأطفال بدنيا ومعنويا، وكيف أن الإيذاء النفسي أعمق وأكثر خطورة، ليت كل الآباء يقرؤون رسالتك ويرون كيف أن الحب الكامن في القلوب لا فائدة منه إذا لم ينطلق على الألسنه بحديث طيب مشجع وكلمات عطرة، وعلى الأبدان بطبطبة ومسح على الجسد والرأس.
رسالتك يا ولدي الحبيب جرس إنذار ليس لوالدتك فقط ولكنها لكل أم ترى أن الشدة هي الحل في التربية، وأن التجريح سينسى مع الأيام.
طالب مثلك متفوق ما شاء الله رغم كل ما تعرضت له من إيذاء نفسي كبير فهذا يعكس أن لديك ملكات إيجابية قوية، كما يعكس فشل الأخصائيين الاجتماعيين والنفسانيين في مدارسنا وأنهم لا يقومون إلا بعمل روتيني سخيف وليست لديهم العين الفاحصة أو ينقصهم التدريب الجيد.
رسالتك تعكس غياب الأقارب أو خوفهم من تعديل مسار معوج تتخذه الأم رعبا من المسئولية أو تعبيرا عن احتياجها للأمان المفقود في غياب الأب.
ابني الحبيب:
تقدم من فورك لمن تثق فيه من الأطباء النفسانيين، فلقد تأثرت وتحملت حتى انهارت دفاعاتك وتعاني حاليا من الاكتئاب كما عانيت سابقا من التبول، والسلوك العدواني على الأسرة (السرقة)، توجه له وسيسمعك وسيساعدك فرسالتك تعكس أنك فقط تحتاج لمن يتفهمك ويدلك على طريق النجاح المهني والاجتماعي، لا تستسلم، لا تتراجع فهي خطوة مهمة، ستجعلك علما نفخر به وستساعدك على رؤية الواقع بصورة أفضل.
سأنتظر منك رسالة قادمة أرى أنها لن تتأخر كثيرا تصف فيها دنيتك الجديدة وتدعو غيرك من المكلومين لدخولها معك
وفقك الله
دكتور علي اسماعيل للطب النفسي و الاستشارات النفسية والتنمية البشرية والمشكلات الزوجية والاجتماعية
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش