اجترارات فكرية وسواسية
قتي كله ضايع
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا جدي كان مصابا بالوسواس القهري وكان بيشك في كل الناس. يعني أمي بتقول إنه مرة شاف ستي بتعمل له كوباية شاي افتكرها حطاله سم وساب البيت ومشي. ووالدي ورثه من أبيه هو كمان بيشك في كل الناس وبيقعد بالنص ساعة في الحمام، وبيخاف يشرب كوباية شاي خارج البيت، وحاجات كتيير يطول شرحها.
أنا بقى الحمد لله مش فارق معايا أي حاجة ولا بشك في حد ومعنديش وساوس في النظافة ولا في العبادة غير حاجات خفيفة مش بتفرق معايا أصلا. أنا مشكلتي إن دائما كل حاجة بتخيلها قبل ما تحصل وبعد ما تحصل بتقعد تتعاد، مثلا الاستشارة دي تخيلت أنني كتبتها كثيرا جدا. والموقف الواحد بيتعاد كثير، لو كلمت واحد صاحبي بفضل أراجع المكالمة 100 مرة وكل موقف أقعد أحلله وأفكر فيه بطريقة سلبية جدا بتأثر علي سلبيا. طبعا وقتي كله ضايع في كده. بقعد على الكتاب 6 ساعات منهم 5.55 دقيقه كلام مع النفس و5 دقائق مع الكتاب.
أقرأ القرآن بالساعتين وكأني لم أقرأ حاجة أصلا مفيش تدبر ومفيش تركيز، ولو بكلم حد ببقى أكلمه وأنا سرحان في حاجة ثانية خالص، طبعا الذاكرة ضايعة خالص. لدرجة أنني مرة أخدت الدواء مرتين (دواء للأوعية الدموية). من الآخر كلام النفس لأ، أكره المذاكرة مع الرغم إن لسه على الامتحان 20 يوم، مش بعرف أركز دقيقتين. بحاول أركز مش بعرف، دايما بكلم نفسي حتى وأنا قاعد مع الناس والناس خدت بالها، مرة واحد صحبي قال لي وناس كتيير قالوا لي.
وصراحة كده فيه ميول جنسي للشذوذ بس الحمد لله مش هيحصل، بقعد في المحاضرة سرحان ومش مركز وبسرح في حاجات غريبة أوي، مثلا شعر ده وعين ده!!
حصل لي مشكلة كده اسمها التعلق المرضي بالصديق وما زلت أعاني منها، دي أكثر مشاكل مضيقاني وياريت لو في حد يكلمني يكون أفضل. وشكرا
لأخ الحبيب
أهلا ومرحبا بك على الموقع، وأعانك الله على التخلص من معاناتك، وأرجو أن أكون سببا في هذا.
تتلخص مشكلتك في وجود اجترارات فكرية وسواسية (كل حاجة أتخيلها قبل ما تحصل وبعد ما تحصل بتقعد تتعاد) وهذا سبب لك خللا وظيفيا واضحا (وقتي كله ضايع في كده. بقعد على الكتاب 6 ساعات منهم 5.55 دقيقه كلام مع النفس و5 دقائق مع الكتاب) وخللا اجتماعيا أيضا (دائما أكلم نفسي حتى وأنا قاعد مع الناس والناس خدت بالها) مع وجود تاريخ عائلي للذهان (الجد والأب) والوسواس (الأب) دون أن تذكر هل تعرضا للعلاج أم لا. ووجود ميول جنسية شاذة لديك.
موضوعك من ناحية التشخيص لا يحتاج إلى مجهود يذكر فأنت تعرفه، ومن ناحية العوامل المؤثرة فيبدو الجانب البيولوجي والوراثي قويا جدا، ولم تذكر شيئا عن الجانب الاجتماعي والشخصي لحياتك وهذا يمكن معرفته لاحقا، وكذلك العلاج فلقد تحدثنا مرارا وتكرارا عن علاج الوسواس القهري، ولا بأس من تكراره.
تحتاج حالتك للمتابعة مع طبيب نفسي يجيد العلاج النفسي والدوائي معا فالعلاج قد يستمر سنوات.
وأقول لك أن الخطة العلاجية ستشمل شقين:
الأول: العلاج النفسي في صورة:
1- التجاهل الكامل للأفكار والقهورات يعني (التجاهل + عدم التفكير + عدم الإقناع).
والمراد بالتجاهل التام هو تجاهل جميع الأفكار الوسواسية صغيرها وكبيرها وعدم الالتفات لها نهائيا ويجب ألا يكتفي المتعالج بعدم فعل السلوك الوسواسي بل يجب عدم التفكير به أيضا.
ولهذا فلو أوهمك الوسواس أنك سيحدث شيء ما (وأفقد الإحساس بالسيطرة، الخوف من الخطأ) فيجب تجاهل الفكره نهائيا وعدم التفكير بها حتى تستمر الفكرة بالإلحاح ثم تتوقف بسبب عدم الاستجابة، وهذا سيسبب لك توترا شديدا، وقتها نلجأ إلي تمرين استرخاء لإزالة التوتر، دون استخدام الإقناع بمعنى مناقشة فكرة لماذا جاءت وكيف ستتم وكيف أمنعها ووووووووووووووووو إلخ لأنه سيسبب لك هدوئا مؤقتا لفترة ثم تعود الفكرة، أما التجاهل الكامل سيجعل التوتر يقلل تدريجيا من تسلط الفكرة عليك وهكذا.
2- عليك أن تطبع هذه الورقة وتقرأها كثيرا:
أن تسأل نفسك الأسئلة التالية وحاول أن تجيب عنها بصراحة تامة بينك وبين نفسك والأسئلة هي ما يلي (وسأضع لك جوابا مساعدا):
س1--> منذ متى وأنا أعاني من الوسواس؟
ج--> أعاني منذ سنة، سنتين، عشر سنوات أذكر المدة).
س2--> هل أنا موسوس بالفطرة أم طرأ علي الوسواس ولماذا؟
ج--> لا. بل كنت صحيحا معافى أعيش كما يعيش الآخرون ولكنني تساهلت في بادئ الأمر فتطور معي شيئا فشيئا حتى وصلت للمرحلة التي أنا فيها الآن (وقد يكون هناك سبب آخر).
س3---> أيعقل أن يكون الناس كلهم على خطأ وأنا وقلة معي هم المصيبون؟
ج--> لا، بل أنا مقتنع أن الناس على صواب بل وأتمنى أن أكون مثلهم.
س4--> ما هو الدافع الأساسي للأفعال الوسواسية؟
ج--> لكي أرتاح من المعاناة النفسية.
س5--> هل أحسست بالراحة بعد فعل السلوكيات الوسواسية؟ أم أن معاناتك تزيد يوما بعد يوم؟
ج --> لا. بل معاناتي في ازدياد كبير، وكل يوم أزداد هما وأزداد تعاسة!
س6--> إذن ما الفائدة من فعل كل هذه السلوكيات الوسواسية؟!
ج --> لا أدري.
س7--> هل تريد أن ترتاح من هذه المعاناة الطويلة؟
ج --> عليك بتنفيذ سياسة التجاهل التام
3- استخدم قاعدة ابدأ، استمر، أكمل.
ابدأ تجاهل الفكرة واستمر في هذا ولا تستسلم لأي أفكار تثنيك عن الرجوع في قرار العلاج ومواجهة الوساوس والقهورات.
ثانياً: العلاج الدوائي من خلال طبيب متخصص، وهناك العديد من الأدوية الآمنة والمفيدة عن شاء الله. وسترى أننا بدأنا بالشق النفسي لأن اضطراب الوسواس يعتمد عليه بنسبة كبيرة. وأما موضوع الاتصال التليفوني فأعتقد أنه يحتاج أن تنسق هذا مع الموقع وإن كنت أرى أنك كما أسلفت تحتاج إلى علاقة طبيبية مريضية حقيقية ومستمرة.
وفقك الله
دكتور علي اسماعيل للطب النفسي و الاستشارات النفسية والتنمية البشرية والمشكلات الزوجية والاجتماعية
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش