موقع عظمة الإسلام

حتى نحيا بأمان ونرقى الجنان ويرضى عنا الرحمان

إن الإسلام لا يستمد قوته وعظمته من مجرد تشريعات نظرية، أو مفاهيم ذهنية مجردة، أو مبادئ فلسفية يدعمها المنطق والعقل فحسب، وإنما يستمد قوته وعظمته من قابلية هذه التشريعات والمفاهيم والمبادئ للتطبيق على أرض الواقع، ومن كونها في حدود الاستطاعة والطاقة البشرية المحدودة، وهذا ما لا يمكن أن يتحقق في أي نظام بشري قاصر إلا حينما يستمد من الإسلام روحه وتشريعاته ومبادئه، فكثير من الأنظمة الغربية أو المغايرة للإسلام التي تكفل الحريات وتدرجها في دساتيرها قد أفادت كثيرًا من التشريعات الإسلامية المتوازنة، ولكنها رغم ذلك لم تسلم من الشطط والشطحات المنبني بعضها على بعض؛ لأنها أخذت من الإسلام وتركت، وهذا لا يصح في حق هذه التشريعات الموزونة بميزان رباني دقيق، فالتشريع الإسلامي كتلة واحدة، غير قابل للتفكيك وإعادة التقسيم أو الانتقاء، ومن هنا كانت الدقة في ضرورة الاستسلام له باعتباره كلاًّ لا يتجزأ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) [البقرة: 208]، فاستلهام هذه الكتلة الواحدة ضمانةٌ من الوقوع في التناقضات والاضطراب والحيرة والقلق التي تسببها الانتقائية العشوائية أو المنظمة، وضمانة كذلك لتقدم المجتمع ونهوضه وبقائه متحفزًا مشدود الأطراف بشريعته، والقضاء على ما يخلخله ويُرَهِّلُه من الأمراض المجتمعية التي يتسبب بها الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعض، فإذن ذلك باعث على رد الشريعة كُلِّيَّةً في مراحل متأخرة بسبب تمييع قبولها في النفس البشرية؛ حيث إن حالة التحفز للتطبيق، والتهيؤ للانقياد، تضع النفس في وضع الاستعداد الدائم للتنفيذ، فما مرَّ منها خلسةً في لحظة ضعف أو هوى استدركته فيما بعد واستقامت من جديد على الطريق، وليس ذلك إلا في حالة الانقياد للنظام الإسلامي العظيم، الذي يسوق الإنسان من جانبيْ التأثير فيه؛ الجانب العاطفي الأخلاقي التربوي، والجانب السياسي السلطاني، فهو حثَّ على الالتزام بالفضائل والأخلاق والمبادئ وربى عليها أتباعه وجعل لها ثوابًا أخرويًّا متميزًا، وفي الوقت ذاته جعل للدولة سلطانًا على القيم والمبادئ والحقوق وجعل لها حوافز وعقوبات مادية دنيوية لا يسع أحدًا الخروج عليها وإلا عرض نفسه للمساءلة والعقوبة.

موقع عظمة الإسلام

greatnessislam
»

ابحث

عدد زيارات الموقع

22,606

أين ذهبت عظمة الإسلام